لماذا أمر عمر بن الخطاب بهدم المسجدي الذي بناه عمرو بن العاص في مصر ؟

 

عندما فتح المسلمين مصر في خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه على يد عمرو بن العاص ولى عمر بن الخطاب عمرو بن العاص عليها وبعد أن تولى عمرو مصر اراد ان يبني مسجد كبير ليتسع لأكبر عدد من المصلين وأثناء بنا المسجد كانت هناك قطعة ارض تملكها سيدة نصرانية أراد عمرو شراء قطعة الأرض منها لكنها رفضت بحجة أنها ملك لأيتام هي تراعاهم ولا تملك بيعها ، ولكن كان عمرو داهية زكاء فحال عليها بحيلة واخذ منها الأرض لحاجة المسجد إليها لتوسيعه .

- شكوى السيدة القبطية                                                       أشتكت السيدة القبطية بعد ذلك أمرها إلى القساوسة والرهبان ولكن نصحوها أن تذهب إلى عمر بن الخطاب وتعرض عليه شكوتها فإنه خليفة عادل ولا يظلم أحد ، ذهبت السيدة ومعها غلامها إلي المدينة المنورة لتقابل عمر وتشكو إليه ظلم عمرو بن العاص وعندما وصلت إلي الدينة سألت علي عمر فدلوها عليه ، فتعجبت من ملبسة البسيط وأنه بدون حراسه ولم تصدق أنه عمر فقال بستنفاروأستعجاب !!! أأنت عمر ؟ قال عمر نعم ، ثم حكت له ما حدث بينها وبين عمرو بن العاص وبعد أن أستمع عمر إليها كتب رساله إلى عمرو بن العاص وأعطاها لسيدة القبطية وأمرها أن تعطيها لعمرو بن العاص ، وفي الطريق فتحت السيدة الرساله فوجدت فيها جملة واحده فقط وهي (كسرى ملك الفرس ليس باعدل منا والسلام على من اتبع الهدى ) تعجبت السيدة من الجملة وقالت قطعت كل هذه المسافة ليعطيني هذه الرسالة واستهانت بها فألقتها على الأرض ، فألتقطها غلامها دون أن تراه .

رجوع السيدة القبطية إلى مصر 

رجعت السيدة إلى مصر وحكت للقساوسة ما حدث بينها وبين عمر وأنها استهانت بالرسالة وألقتها فقال القساوسة لماذا لم تحتفظي بها لنثبت للناس حقيقة وزيف وكذب المسلمين في إدعائهم العدل وعدم التعدي على حقوق الناس ، فأخرجها الغلام الذي التقتها ففرح القساوسة وذهبوا بها مباشرة ً إلي عمرو بن العاص ، كان عمرو في موكبة ذاهب لكي يصلي فأقترب منه كبير القساوسة واعطاه الرسالة وقال له انها من الخليفة  عمر بن الخطاب ، قرأ عمرو الرسالة فاصفر وجهه وارتعشت قدماه فاسند ظهره على الحائط وقال لسيدة صاحبة الأرض جئت المسجد لكي أصلي فلو شئت أصلى ثم اهدم المسجد في الجزء الخاص بارضك ولو شئت بدأنا الهدم الآن قبل الصلاة ، استعجبت السيدة مما حدث وقالت بل صلي أولاً ولكن أرجوا أن توضح لي ماذا تعني هذه الجملة ؟

هدم المسجد

 بعد أن طلبت السيدة من عمرو بن العاص أن يوضح لها ماذا تعني هذه الرسالة ، قال عمرو ذهب عمر بن الخطاب قبل إسلامة إلي بلاد الفرس وكان ملك كسرى يقيم الحفلات في قصرة وأثناء الحفلة تمر أمام القصر سيدة عجوز تجر في يدها بقرة فتتوقف الحفلة إلى أن تمر هذه السيدة وفي احد المرات تبولت البقرة أما مجلس الملك فعضب أحد حراس الملك فقام بقطع رأس البقرة وعندما علم الملك أمر بقطع رأس الحارس بهذة البقرة فتعجب عمر بن الخطاب من هذا الموقف وسأل من هذه المراة العجوز ؟ فقالوا أن هذه المرأة كان لها ارض خلف قصر الملك كسرى فأراد كسرى توسيع القصر فقال للمرأة أن تبيع له هذه الأرض مقابل أرض أكبر وأكثر خصوبة ولكن في الجهة الآخرى من القصر فرفضت المرأة بحجة أن الأرض في الجهة الآخرى تحتاج أن تمر أمام القصر لكي تصل إليها وأنه لن يسمح لها أن تمر ببقرتها أمام القصر ، فتعهد كسرى بأن يسمح لها بالمرور ولن يتعرض لها أحد فعندما خالف الحارس عهد كسرى وتعرض لبقرة المرأة قطع كسرى رقبته وفاءً لعهده مع تلك السيدة ، لذلك قال عمر بن الخطاب ليس كسرى ملك الفرس أعدل منا ، وتم هدم المسجد في الجزء الخاص بالسيدة القبطية وإرجاع الأرض إليها ، انه الفاروق عمر بن الخطاب يا سادة رحم الله عمر ورزقنا الله بثمله في هذا الزمان ، فهذا عمر الذي تربى على الإسلام وعلى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

                 كن فخور بدينك وأعتز بصحابة رسول الله